أصبح لاعب كرة القدم المصري محمد صلاح، الذي يلعب لفريق ليفربول، أحد أكثر الرياضيين شهرة في العالم في السنوات الأخيرة. إن نجاحه في ملعب كرة القدم، إلى جانب شخصيته الجذابة والتزامه الخيري، جعل منه علامة تجارية عالمية حقًا. ومع ذلك، تمكن صلاح من تحقيق الدخل من شعبيته بما يتجاوز مسيرته الكروية، حيث قام بتطوير مشاريع تجارية مختلفة وتأمين صفقات رعاية بملايين الدولارات.
سمحت شعبية صلاح المذهلة في مصر وحول العالم بتأمين عدد من صفقات الرعاية المربحة للغاية. وفي عام 2018، وقع عقدًا قياسيًا للاعب كرة قدم مصري مع شركة نايكي، بقيمة تقدر بـ 50 مليون جنيه إسترليني. وبموجب شروط الاتفاقية، لا يحصل صلاح على إتاوات كبيرة فحسب، بل يحق له أيضًا الحصول على 50% من الأرباح من بيع شعاراته.
وإلى جانب نايكي، يتعاون صلاح مع علامات تجارية مثل أديداس وفودافون وإلجورنيا وسالم وغيرها. يقدر الخبراء القيمة الإجمالية لصفقات الرعاية الخاصة به بما يتراوح بين 35 مليون جنيه إسترليني و40 مليون جنيه إسترليني سنويًا، مما يجعله أحد لاعبي كرة القدم الأعلى أجرًا. اللاعبين العالميين من حيث إيرادات الإعلانات.
وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى الشراكة مع شركة الاتصالات العملاقة فودافون. وفي عام 2019، أصبح صلاح سفيرًا للعلامة التجارية في مصر، وفي عام 2021، تم الإعلان عن إنشاء منصة مشتركة "صلاح ديجيتال" لاستثمار المحتوى الرقمي للرياضي. وتبلغ قيمة الصفقة 15 مليون جنيه إسترليني سنويًا، مما يجعلها واحدة من أكبر صفقات الرعاية في مسيرة صلاح المهنية.
بالإضافة إلى الدخل من عقود الرعاية، يعمل محمد صلاح بنشاط على تطوير مجالات مختلفة من النشاط، وتنويع مصادر دخله. وفي عام 2019، أسس شركة الاستثمار MS Commercial التي تستثمر في العقارات والشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا وغيرها من المجالات الواعدة.
يولي صلاح اهتمامًا خاصًا للأعمال الخيرية. وفي عام 2018، أنشأ مؤسسته الخيرية الخاصة، مؤسسة محمد صلاح، التي تساعد المحتاجين في مصر. ويمول الصندوق بناء المدارس والمستشفيات ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، فضلا عن البرامج التي تهدف إلى توفير التعليم للأطفال من الأسر ذات الدخل المنخفض.
بالإضافة إلى ذلك، يتعاون صلاح مع العلامات التجارية العالمية في المشاريع الاجتماعية. وهكذا، أصبح في عام 2020 سفيراً لحملة أديداس الدولية “جاهز للرياضة”، المصممة لدعم الشباب وتشجيعهم على ممارسة الرياضة. وفي عام 2021، انضم صلاح إلى مبادرة بيبسي "الطريق إلى 2022"، التي تهدف إلى الترويج لكرة القدم في العالم العربي قبل بطولة كأس العالم في قطر.
إن نجاحات محمد صلاح على الساحة الأوروبية لها أهمية كبيرة ليس فقط بالنسبة له شخصيا، ولكن لكرة القدم المصرية بأكملها. وقد ساعد أدائه المتميز مع ليفربول والمنتخب المصري على إثارة الاهتمام المتزايد بكرة القدم الوطنية بين المؤيدين والرعاة، داخل وخارج البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، يستثمر صلاح جزءًا من دخله بنشاط في تطوير البنية التحتية لكرة القدم المصرية. لذلك، تبرع في عام 2019 بمبلغ 3 ملايين جنيه لبناء ملعب جديد في مسقط رأسه نجريج. ومن المتوقع أن تصبح هذه الساحة قاعدة تدريب لمنتخبات الشباب المصرية ومكانًا لمباريات البطولات الإقليمية.
يعد دعم صلاح عاملاً مهمًا في نمو كرة القدم في مصر. وبحسب المحللين فإن قيمة انتقاله المقدرة بـ 100 مليون يورو تمثل أكثر من 10 أضعاف القيمة السوقية للمنتخب الوطني بأكمله. وبذلك يمثل صلاح جيلًا جديدًا من لاعبي كرة القدم المصريين القادرين على التنافس مع أفضل اللاعبين في العالم وتحقيق نجاح كبير على الساحة الدولية.
إلى جانب النجاح التجاري، يولي محمد صلاح أيضًا اهتمامًا كبيرًا بتطوير علامته التجارية الشخصية والحفاظ على حضوره الإعلامي. وهو نشط على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث ينشر بانتظام محتوى يتعلق بمسيرته الكروية وحياته اليومية. ويتابع صفحاته على Instagram وFacebook وTwitter عشرات الملايين من الأشخاص حول العالم.
كما لعب صلاح دور البطولة في الحملات الإعلانية لكبرى العلامات التجارية، وشارك في العديد من البرامج التلفزيونية، بل وجرب نفسه كممثل. وهكذا، في عام 2019، قام ببطولة الفيلم القصير "Make Equal" المخصص للمساواة بين الجنسين في مصر. ولا تجلب له هذه الأنشطة الإعلامية دخلاً إضافيًا فحسب، بل تساعد أيضًا في تعزيز صورته كأحد المشاهير العالميين و"سفير" الثقافة المصرية.
ومن المثير للاهتمام أن صلاح يتحكم بعناية في استخدام اسمه وصورته من قبل أطراف ثالثة. وفي عام 2018، رفع دعوى قضائية ضد شركة استخدمت صورته على علبة رقائق دون إذنه. وهذا يدل على أنها تعتبر نفسها علامة تجارية في حد ذاتها تتطلب التعامل الدقيق والإدارة المختصة.
يعد محمد صلاح مثالًا رائعًا لكيفية قيام لاعب كرة قدم حديث بتحقيق الدخل من شهرته بما يتجاوز مسيرته الكروية. ومن خلال إنجازاته الرياضية الاستثنائية وشخصيته الجذابة ونشاطه الاجتماعي، أصبح صلاح علامة تجارية عالمية، مما أكسبه إيرادات بملايين الدولارات.
بالإضافة إلى عقود الرعاية المدفوعة الأجر، يعمل صلاح بنشاط على تطوير مشاريعه التجارية الخاصة، خاصة في مجال العقارات والأعمال الخيرية. كما أنه يركز كثيرًا على تعزيز حضوره الإعلامي، مما يسمح له بتحقيق المزيد من الدخل من شعبيته.
إذا أخذنا مثال محمد صلاح، يمكننا أن نلاحظ كيف أن لاعبي كرة القدم المعاصرين لم يصبحوا رياضيين فحسب، بل أصبحوا أيضًا شخصيات إعلامية ورجال أعمال في حد ذاتها. يوضح نجاحها أن الإدارة الجيدة للعلامة التجارية الشخصية وتنويع مصادر الدخل أمران ضروريان للرفاهية المالية طويلة المدى لنجوم كرة القدم العالمية.